سرد العربي العابدي، مدير المدرسة المحمدية للمهندسين، بعض مواصفات مدن الغد، مشيرا إلى أن ثلثي الساكنة المغربية يعيشون اليوم في مناطق حضرية.
وأوضح العابدي، الذي كان يتحدث أمس خلال ندوة بالرباط، حول أبرز تحديات مدن الغد من تنظيم مؤسسة التجاري وفا بنك، أن المدن هي، في الوقت نفسه، مكان ظهور المشاكل وحلها، وأن بها يبرز الإبداع الأحادي والجماعي.
وتحدث مدير المدرسة المحمدية للمهندسين، عن بعض التحديات التي تواجه مدن الغد؛ أبرزها التغيرات المناخية والبطالة والفقر، مشيرا إلى أن المدن تشكل، في الآن ذاته، أماكن الإبداع ومراكز الخدمات، مبرزا أن مدن المستقبل ليست من الخيال العلمي، بل هي مدن ذكية ومتطورة في خدمة التنمية البشرية.
المتحدث أبرز أن مدن الغد لا بد أن تتوفر فيها الخدمات الاجتماعية والثقافية، وأن تكون متطورة في ما يخص مجال الصحة والنقل، وأيضا مشاركة المعلومة، ناهيك عن توفير فرص إسكان متوازنة التنوع وتحافظ على الهوية المعمارية.
ومن أجل جعل مدن الغد مناطق جذب ونمو اقتصادي، أوضح العابدي أنه لا بد أن تراعى بها الحكامة الإنسانية والتنوع الثقافي واللغوي دون أن تغفل المناطق الخضراء.
من جانبه تحدث عبد الواحد المنتصر، رئيس المجلس الوطني للهندسة المعمارية، عن مميزات المدن المغربية اليوم، وكيف أنها لا تزال تحافظ على هندسة معمارية تعود إلى الفترة الاستعمارية الاسبانية والفرنسية، مبرزا أنها نماذج وإرث للمغاربة.
وأوضح المنتصر، في كلمة خلال الندوة، أن جزء من مدن الغد موجود اليوم، مؤكدا أن المدينة لا تقبل التفرقة وإن تم ذلك يخيم الحزن عليها، مردفا: "المدينة هي قصة، وكل جيل يكتب شطرا فيها"، مبرزا كيف أن القانون المؤطر للقطاع يقتل الإبداع، و"لا يترك المهندسين يبدعون".
على صعيد آخر، انتقد المتحدث اختفاء الحدائق والأماكن العمومية من مدن اليوم؛ بحيث "لم تبق سوى المخططات السكنية في محاولة لمواجهة الضغط الديمغرافي".
بدوره أشار مهدي عليوة، عالم اجتماع، إلى أن المدينة تعني المعاصرة، وأن الانتقال إليها يعني أن الإنسان أصبح عصريا، قائلا: "اليوم المغاربة يريدون العيش في المدن لأنها مكان الحرية وتحقيق مشاريعهم".
كما ربط المتحدث بين المدينة والسياسة، مشيرا إلى أنه يتم في الوقت الحالي تمدين القرى، "ما يدفع إلى التفكير كذلك في قرى الغد".
تعليقات
إرسال تعليق