تارودانت.. كتاب صدر للفقيه الحسن حمزة : السحر بين الوهم والحقيقة تجارب واقعية
صدر مؤخرا للفقيه الحسن حمزة كتاب يتحدث عن السحر بين الوهم والحقيقة تجارب واقعية.
ويكتب الفقيه حمزة : إن السحر بعيد الغور في تاريخ البشرية و الدليل على ذلك إن جميع الأمم واجهت رسلها باتهامهم بالسحر والجنون و هذا يعني أن جميع الأمم عرفت السحر ، ” كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون ”
و من طرائف ما يروى في السحر بدماء الطيور ماحدث عندما تقابل جيش الكلدانيين مع جيوش القرطاجيين بزعامة القائدين فلامنيوس و مانييال إن فلامنيوس أمر ساحره بذبح احد الطيور و عمل السحر اللازم كما يزعمون الذي يضمن هزيمة أعدائه و لما عمد الساحر الى الطائر المقصود و قدم له الطعام قبل ذبحه ليجري عليه سحره ابى الطائر الطعام ، فعد الساحر هذا دليلا على هزيمة قائده و عاد إليه يحدره من مغبة الهجوم في هذا اليوم على أعدائه و لكن فلامنيوس ضحك من كلام الساحر و سأله و ما العمل اذن ، رفض الطائر الطعام اليوم و غدا و بعد غد و لمدة طويلة ؟ فأجاب الساحر بأنه يجب على الملك الانتظار
معنى السحر اذن في قاموس اللغة مشترك عند جميع العلماء و هو اسم لكل امر خفي سببه
و عرفه الجصاص بأنه اسم لكل امر خفي سببه و زاد وتخيل على غير حقيقة و جرى مجرى التمويه و الخداع (احكام القرأن م 1 ص 42).
و ذهب هذا المذهب الفخر الرازي و عرف ابن عابدين السحر بأنه علم يستفد منه حصول مالكة نفسانية يتقتدر بها على أفعال غربية لاسباب خفية ( حاشية ابن عابدين م 1 ص 44)
و عرفه ابن خلدون ، السحر علوم بكيفية استعدادات تقتدر بها النفوس البشرية على التأثير في عالم العناصر اما بغير معين او بمعين من الأمور السماوية ، الاول هو السحر و الثاني الطلمسات ( المقدمة)
و عرفه السيد قطب رحمه الله إن السحر خداع الحواس و خداع الأعصاب و الاحاء إلى النفوس و المشاعر و هو لا يغير من طبيعة الاشياء و لا ينشئ حقيقة جديدة لها و لكنه يخيل للحواس و المشاعر بما يريده الساحر .
و قد رويت احاديث في بعض كتب التفسير دون تمحيص بأن النبيء صلى الله عليه و سلم قد سحر من طرف لبيد ابن الأعصم اليهودي و اكد للقراء الأعزاء ان سحره صلى الله عليه و سلم ينافي عصمته بمقتضى قوله تعالى ” و الله يعصمك من الناس” سورة المائدة
و في القرأن أيضا ان المشركين اتهموه بالسحر فرد الله عليهم بقوله :”انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون لك سبيلا”
ذلك حين قالوا كما ذكر القرآن ” ان تتبعون الا رجلا مسحورا” ثم ان الاحاديث التي و ردت في هذا الموضوع احاديث احاد و لا يجوز الاخذ بها في امور العقيدة
اضف الى ذلك ان كثيرا من المفسرين قالوا إن السورتين المعوذتين نزلتا في مكة قبل الهجرة و هذا يوكد انه صلى الله عليه و سلم لم يكون مسحورا قط فإن الذين قالوا بسحره ذكروا ان ذلك في المدينة حيث اليهود يوجدون . و ان مثل هذه الأحاديث لا يجب الأخذ بها و لا اعتقاده ، ثم علق ابن كثير في كتابه على هذا الحذيث بقوله هكذا أورده بلا إسناد ثم قال و فيه غرابة و في بعضه نكرة شديدة و قال بعد المقلدين الذين يقولون بسحره صلى الله عليه و سلم ان الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة يلزم الاعتقاد به و عدم التصديق به من بدع المبتدعين لانه ضرب من انكار السحر و قد جاء القرأن بصحة السحر فأنظروا ايها الاعزاء القراء كيف ينقلب الحق الصريح في نظر المقلد بدعة نعوذ بالله
يحتج بالقرأن على ثبوث السحر و لا يحتج به في نفيه السحر عنه صلى الله عليه و سلم ، ويؤل في هذا و لا يؤل في تلك
تعليقات
إرسال تعليق