القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

هل يفتح "رامافوسا" صفحة جديدة بين المغرب وجنوب إفريقيا؟

هل يفتح "رامافوسا" صفحة جديدة بين المغرب وجنوب إفريقيا؟

كان لافتاً خلال رسالة التهنئة التي بعثها الملك محمد السادس إلى سيريل رامافوسا، رئيس جنوب إفريقيا الجديد، حرصه التأكيد على أن المملكة المغربية مستعدة لفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر مع هذا البلد الإفريقي، الذي يُعدّ من بين أكبر داعمي جبهة البوليساريو الانفصالية خلال فترة الرئيس السابق جاكوب زوما.

وانتخب سيريل رامافوسا رئيساً جديداً للبلاد خلفاً لجاكوب زوما، عقب تقديمه استقالته بضغط من حزبه الحاكم المؤتمر الوطني الإفريقي على خلفية مزاعم تورطه في الفساد بشكل واسع.

وتابعت وسائل الإعلام المغربية ومختلف الفعاليات السياسية الأخبار القادمة من العاصمة بريتوريا بعد قرار عزل زوما من مهامه الرئاسية، خصوصا أن الرجل قاد معارك طاحنة في القمم والمؤتمرات الإفريقية ضد المغرب، قبل أن تنفرج العلاقات قليلاً بفضل الدبلوماسية الملكية خلال القمة الأوروبية الإفريقية الأخيرة التي عقدت بأبيدجان العام الماضي.

وكان العاهل المغربي قد بصم على "مصافحة تاريخية" مع زوما على هامش مشاركته في أشغال القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، حيث قررا الرقي بإطار التمثيلية الدبلوماسية من خلال تعيين سفيرين من مستوى عال، بكل من الرباط وبريتوريا؛ ولكنه لم يتم، إلى حد الساعة، تفعيل هذا القرار الذي تم الاتفاق عليه في نونبر الماضي.

وحول ملامح العلاقات المستقبلية بين البلدين، يظهر من خلال برقية التهنئة التي بعثها الملك محمد السادس إلى السياسي والنقابي الثري الذي يقود حزب نيلسون مانديلا أن المملكة حريصة على مواصلة "المصافحة التاريخية" مع القيادة الجديدة، لا سيما أن المغرب وجنوب إفريقيا يشكلان قطبين اقتصاديين رئيسيين في القارة السمراء.

ومما جاء في هذه البرقية: "وبهذه المناسبة، أعرب لفخامتكم عن حرصي الوطيد على العمل سويا معكم، من أجل تعزيز ما شهدته العلاقات بين بلدينا من انفتاح في الآونة الأخيرة، وفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر، قوامها الحوار البناء والاحترام المتبادل، حتى نرتقي بهذه العلاقات إلى مستوى الأواصر التاريخية التي تجمع بين شعبينا، لما فيه صالحهما، وبما يسهم في تدعيم وحدة وتقدم قارتنا الإفريقية".

الموساوي العجلاوي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط والباحث في معهد الدراسات الإفريقية، أكد أن "الكرة اليوم توجد في مرمى الدبلوماسية المغربية المطالبة بالتقرب نحو القيادة الجديدة، على أساس استثمار اللقاء الذي جرى سابقا بين الملك محمد السادس وبين زوما".

وأشار العجلاوي، في تصريح لهسبريس، إلى أن الباب الكبير الذي يجب على المغرب استثماره هو "المفتاح المالي والاقتصادي، لتأكيد حضور المغرب في أجهزة دولة جنوب إفريقيا"، لافتا إلى وجود جناح داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم قريب لأطروحة المغرب ويتعاطف كثيراً معه ومع تصوراته تجاه القضايا الإفريقية المشتركة..

ودعا العجلاوي الدبلوماسية المغربية إلى تسريع تنزيل الاتفاق المتعلق بقرار تعيين سفير المملكة المغربية ببريتوريا في هذه الفترة بالذات، التي تشهد فيها جنوب إفريقيا تحولات واسعة على مستوى نظام الحكم.

تعليقات